تحميل كتاب اسم الوردة pdf

اسم الوردة

اسم الوردة
المؤلف :
امبرتو ايكو
تاريخ الإنشاء :
14-09-2012

وصف الكتاب

اسم الوردة تلك الرواية التي ذاع صيتها وبيع منها ملايين النُسخ منذ بدء صدورها عام 1980، لا يمكن تصنيفها فقط كرواية تاريخية تنقب في أسرار أكثر الحقب غموضاً وجدلاُ في التاريخ الكنسي، أو وضعها وحسب في قائمة الكتب البوليسية المشوقة التي ترمى للقارئ خيوط اللغز لتجعله متلهفاً لكشف الغموض ومعرفة الحقائق، كذا لا يمكنك وضعها تحت خانة الكتب الفلسفية وحدها .. إنها ثوب فريد من التشويق البوليسي وأدب الجريمة مغزول بحقائق التاريخ وغرائبه، مرصع بعمق الفلسفة، لتحمل لنا أكثر من معنى ودلالة وتفتح برجاً من التأويلات لإدراك ما مضى وتفسير ما هو حاضر، ووضع الاحتمالات الأكثر وقوعاً لما هو قادم.

من داخل جراب الفيلسوف الإيطالي أمبيرتو إيكو خرجت لنا رواية اسم الوردة، ذاك الباحث في تاريخ العصور الوسطي، المتخصص في علم الدلالات والرموز، استاذ السيميولوجيا والناقد الروائي البارز أراد أن يدخلنا في عالمه السحري، رابطاً الذهن بالمعنوي والمادي من أجل فهم دلالة التاريخ، وما يطويه من فلسفات في إطار سلسلة جرائم وقعت عام 1327 حيث العصور الوسطى وما فيها من صراع ديني دنيوي.. صراع مشتعل بين رجال الدين المسيحين ورجال السياسة من جهة، ومن جهة أخرى نجد التناحر بين المذاهب الدينية نفسها للوصول إلى رأس الهرم من أجل هيمنة العقيدة وعلى إثرها يكن السلطان والمال نهراً جارياً تحت أقدامهم تلك المعمعة تلتهب نيرانها وسط حروب طاحنة سواء داخلية بين الأمراء الإيطاليين، أو خارجية ضد الدول الأخرى، وبين هذا وذاك الشعب ملقى ف التيه ما بين الجهل والفقر والاستغلال حد العبودية.

تدور أحداث رواية اسم الوردة في أحد الأديرة الواقعة ف شمال إيطاليا، وتروى على لسان الراهب "أدسو" المرافق للراهب الانجليزي "وليام أوف باسكرفيل" التابع للرهبنة الفرنسيسكية  في مهمتهما إلى إيطاليا  لحضور اجتماع يجمعهما مع ممثلي البابا من أجل حسم القضية الكنائسية المشتعلة في ذلك الوقت والتي كانت محل صراع مستعر بين الكنائس حول إجازة امتلاك رجال الدين للمال واجتنازه، أم وجوب تطبيق الزهد والتقشف، وقد عرفت تلك القضية باسم "فقر الكنيسة".

الراهب الفرنسيسكاني "وليام" عُرف واشتهر بذكائه وحكمته، بصيرته وفراسته، وقدرته على فهم وإدراك ما هو مضمر، لذا رأى رئيس الدير الذي تدور فيه أحداث الرواية استغلال وجوده من أجل التحقيق في جريمة قتل تحمل الكثير من الألغاز وقعت في ذاك المكان المقدس، لترتفع درجات الإثارة إلى أوجها عندما تتكرر جرائم القتل في وجود "وليام" قبيل الاجتماع الهام بين الرهبان، لينتشر الفزع والرعب ما بين ليلة وضحاها.

ومن هنا يبدأ الراهب "وليام" رحلته في كشف غموض سلسة الجرائم المرتكبة داخل الدير، وما تحمله تلك الجرائم من رموز تتصل بالإنجيل وتحديداً سفر رؤيا يوحنا، بادئاً بحثه في الدهاليز والممرات السرية للمكتبة المسيحية الأكثر شهرة في ذاك الزمان لما تحويه من أسرار في مخطوطاتها وكتبها النادرة، وهنا يبرع إيكو ويتفوق على نفسه في وصف كل ركن من أركان المكتبة.. وصف دقيق يدخل القارئ في قلب الحدث، ويغوص به في عمق أحاديث فلسفية، تاريخية، فكرية بين أبطال الرواية تدور حول القضايا الأكثر جدلاً وحساسية في ذاك الزمان كعلم اللاهوت وقضايا الهرطقة، الصراع القائم بين رجال الدين ومناصري العلم والعقلانية، بطش السياسة وقمع الشعوب، ليجد القارئ نفسه أمام فضاء من التاريخ القابل للتأويل، والفكر الفلسفي المليء بالدلالات، ولغز الجريمة المحير المثير للتشويق، يربط تلك الثلاثية المتقنة قضايا أزلية غرق فيها الإنسان كالصراع الطبقي المتحكم فيه السلطة والمال، و الصدام التشريعي والهوة الواسعة بين كل ما هو ديني ودنيوي في ذاك التوقيت، هذا بخلاف تمكن الكاتب في تفسير الطبائع البشرية وتحليلها.

اسم الوردة رواية متكاملة تستحق منك القراءة المتأنية، لأن الكاتب له غاية واحدة هو أن يضع بين يديك خيوط المعرفة لتنير بصيرتك وتصل إلى الإدراك الكامل، ولعل ذاك هو السبب الذي جعله يتعمد وصف المكتبة بدقة متناهية وصولاً إلى أدق تفاصيلها، واختيار اسم الوردة كتأويل بارز لما يريده لك كقارئ، وختم الرواية بعبارة باقية وستظل خالدة وموضوع جدلاً كبيراً بين النقاء والقرّاء على حدِ سواء حين قال "كل الأشياء تندثر ولا يبقى منها إلا الأسماء".

 

 

الملكية الفكرية محفوظة للكاتب
في حالة وجود اي مشكل في الكتاب يرجي التبليغ عنه من خلال التواصل معنا