فيودور
ميخايلوفيتش دوستويفيسكي هو روائي وصحفي ومترجم وشاعر وفيلسوف روسي، ولد سنة 1821
بموسكو. لدوستويفيسكي خلفية أدبية مبهرة إذ أنه بدأ التعرف على الأدب في سنّ صغيرة،
فاطلع على الملاحم البطولية وقصص الأساطير الخياليّة، وكان لوالديه دور كبير في
ذلك إذ عرّفاه على أعمال كبار الكتاب آنذاك من خلال قصص النوم التي سردت على
مسامعه كلّ ليلة. درس دوستويفيسكي في مدرسة داخليّة بفرنسا، وانتقل بعدها
لأكاديمية نيكولايف للهندسة العسكريّة، حينما توفيت أمّه سنة 1837، إلا أنّه كره
الانضمام إليها لحبّه للمجال الأدبي لا العلمي ورغم ذلك فقد تخرج منها برتبة مهندس
عسكري. وبعد تخرجه من الأكاديمية، اشتغل سنة 1843 في رافل باعتباره مهندسا ملازما،
وقام بإصدار أوّل عمل مترجم له في إحدى المجلات، وقد تمثلت في ترجمة رواية أوجيني غراندي
لكاتبها أونويريه دي بلزاك. ونظرا لظروفه المالية الحرجة، فقد اضطر لبدأ مسيرته في
التأليف مبكرا، ونشرت له رواية "المساكين" سنة 1846، وتفاديا بعدها لأيّ
مشاكل استقال فيودور من مهنته العسكريّة والتزم بالكتابة الأدبيّة، ليصدر بعدها بفترة
قصيرة جدّا رواية "الشّبيه"، وأتبعها بروايات أخرى لاقت نقدا سلبيّا
لاذعا، ولم تسنح له الفرصة بأن يحسّن من سمعته فقد تمّ نفيه إلى سيبيريا وسجنه سنة
1849 بسبب انضمامه لرابطة بيتراشيفسكي. وحينما أفرج عنه، قام بتأليف رواية
"بيت الموتى" سنة 1861 التي تسرد معاناته في السّجن تحت رحمة الأعمال
الشّاقة، وسافر بعدها إلى سيميبالاتينسك لتأدية خدمته العسكريّة الإجباريّة. فدرّس
الأطفال وتعرّف على عائلاتهم ومن بينها ماريا دميتريفنا إيساييفا التي أصبحت زوجته
بعدها. وكثرت رحلات فيودور بعد الانتهاء من الخدمة العسكرية وراح يكتب خلال رحلاته
مقالات وكتب تسرد تجاربه، وختمها بأوّل جزئين من رواية "الجريمة
والعقاب". وبعد وفاة زوجته ماريا، قام بالزّواج من آنا غريغوري سنيتكينا التي
كانت سكرتيرته سنة 1867 وساعدته في إكمال بعض من أعماله الرّوائيّة لتتحسّن أحواله
بعدها إلاّ أنّه أفلس بسبب القمار. ولذلك فإنّه باشر العمل على رواية
"الأبله" في أواخر 1867 لينشر جزءا منها في بداية العام الموالي،
وأكملها عام 1869 لتنشر مباشرة في ذات المجلّة. وبعد عودتهم إلى روسيا بفترة، وتواجدهم
بسانت بطرسبرغ عاودت حالتهم المادية في التدهور، وبعد فترة أنهى دوستويفيسكي
روايته "الشياطين" سنة 1872 ونشرها في دار النشر الخاصة به وزوجته آنا.
وفي حين عادت عائلته نحو ستاريا روسا، ظل هو يعمل على كتاباته، وبعدما تدهورت
حالته الصحيّة لحق بهم، وأنهى بعدما تحسنت حاله رواية "المراهق" التي
كان قد بدأ في كتابتها سابقا. وصدر له سنة 1880 رواية "الإخوة
كارامازوف" الشهيرة، واستمر في كتابة مذكراته لحين وفاته سنة 1881. وغالبا ما
كانت أعمال دوستويفيسكي تميل ناحية الجانب التحليلي للنفس البشريّة، أو تأتي موضحة
للظروف الاجتماعيّة والسّياسيّة لبلده.
صفحة 1 من 3
العدد الإجمالي : 30 كتاب