تحميل كتاب التفكير السريع والبطيء pdf

في قلب الخربشات التي تكتبها، وأحلام الواقع التي تراها، توجه ناظرك فجأة نحو ساعة معصمك؛ لتدرك حينها حجم المشكل الذي وقعت فيه، أنت في امتحان  QCM كغيره من امتحانات الجامعة التي تسبب نوبات الاكتئاب لم تجب فيه بعد على أي سؤال، والأسوء هو أنه لم يتبق لك سوى خمس دقائق على نهاية وقت الامتحان.. حان الأوان لتفعيل قوى عقلك الخارقة، وسرعة تفكيره لتشطب على إجابات تخبرك حاستك السادسة أنها هي الصحيحة لا غير، لتدرك في النهاية أنك أصبت وأخطأت.. إنه مثال بسيط مثله مثل محاولتك عبور شارع فتجد في منتصفه أن هنالك سيارة سريعة تتقدم اتجاهك، فتنطلق بأقصى سرعة نحو الرصيف المقابل بدون وعي، عن مدى سرعة عقلنا في التفكير والذي في الغالب هو مانستعمله في حياتنا دون أن نحس، التفكير السريع!  إن تلك الكتلة التي لا يصل وزنها كيلوغرامين من الأجهزة الخلوية التي لن يصل إليها أي تطور تكنولوجي للبشر داخل جمجمتك والمسماة بالعقل، تعد من أعظم النعم التي تميز الإنسان عن باقي الكائنات الحية الأخرى، فهو المسؤول عن كل القرارات التي يتخذها البشر في حياتهم، وينظم أعقد الأمور بطريقة سلسة للغاية، لدرجة أنه أصبح الشغل الشاغل لعديد العلماء الذين حاولوا دراسته هو في حد ذاته، وعلى سبيل المثال علماء النفس.. لقد تبين عبر دراسات نفسية عديدة أن العقل البشري يعمل بنظامي تفكير، سريع وبطيء، فما الفرق!