تحميل كتاب متشردا فى باريس ولندن pdf

تؤكد رواية متشردا في باريس ولندن عبقرية جورج اورويل مجددا، وكيف أنه يستطيع تشريح المجتمع والثورة على الأنظمة، والتوغل في عمق المشاعر الإنسانية، حتى تلك الأكثر تعقيداً.
 فبعد روايتيه  ( مزرعة الحيوان ) و(1984) اللتان ترجمتا للغة العربية، قدّمت هذه الرواية باللغة العربية، سنة 2011م عبر ترجمة سعدي يوسف، برغم أنها تسبقهما تأليفاُ "1933م" وهذا بعد رواج أعمال أورويل في الوطن العربي وانتشارها.

متشردا في باريس ولندن، رواية عميقة تحكي تجربة التشرد وغياهب هذا العالم المرير الذي يحمل في طياته أوجه شتى من المعاناة والتيه والإهانة والتخبط. من خلال كاتب انجليزي ومترجم وأستاذ فقد وظيفته واضطره الأمر للعيش متشردا في شوارع  باريس، فتصادفنا مشاهد الجوعى وفتات الطعام وبقايا الأكل، وإلإقامات المحتشدة، ورائحة معاناتهم، معاناة استمرت حتى بعد أن وجد البطل وظيفة كغاسل صحون في مطعم باريسي، مهنة لم تكفه ليحمي إنسانيته، لينقلنا نحو وجه آخر من البشاعة والقسوة التي تعرفها تفاصيل هذه المهنة وخباياها المؤلمة.

في شطر آخر من الرواية، وحينما وُعد بوظيفة في مدينة لندن الانجليزية، سافر البطل مهرولا عله ينهي حياة التشرد، لكن الأمر لم يمر كما اشتهى، ليجد نفسه مجددا بلا وظيفة موعوداً بحياة الشوارع، وهنا يسرد الكاتب يوميات المتشرد في لندن ويصورها على نحو دقيق ومفصّل، لينتهي بنا إلى حقيقة أن المتشرد وأينما كان، لا يعرفُ سوى حياة قاسية تغتال آدميته .

تأتي الرواية لتسلط الضوء على عواقب الرأسمالية والأنظمة التي سعّرت الإنسان فأهدرت حقه في العيش الكريم.

ستمتطي عبر أحداث الرواية، الأرصفة، وترتطم بمشاعر الظلم والقهر والعجز، فبين باريس ولندن، كيف يمضي المتشردون حياتهم، ومالذي يبقيهم في خانة مهمشة لا تقدِر على الحلم !
رواية عبقرية أثارت كما كل روايات جورج اورويل الجدل حول الأنظمة السياسية والفكر الرأسمالي الليبرالي وعالجت قضايا حساسة ببراعة وحبكة درامية متقونة الملامح والشخصيات وضمن بنية سردية متماسكة جعلت هذا العمل من الأعمال الخالدة برغم المضي على تأليفها 88 عاماً.