تحميل كتاب هدنة لالتقاط الأنفاس pdf

تمس رواية هدنة لالتقاط الأنفاس كل إنسان هدنة لالتقاط الأنفاسقة المتوسطة، التي تجاهد من أجل توفير حياة كريمة تليق بإنسانيتها، وكيف يصل كل فرد منتسب إليها نتيجة الاستنزاف النفسي إلى تمّني الحصول على وقت وجيز لالتقاط أنفاسه ولملمة شُتاته وذوّق معنى الصفاء الذهني والراحة بعد الدخول في معصرة الصراع اليومي بما يشمله من حيرة وقلق، صعود وهبوط، قليل من النجاحات وكثير من الإخفاقات، إلا ان جورج أوريل لم يكتفِ بسرد تلك التفاصيل دون إعطاء الرواية أبعاداً سياسية توضح السبب العميق لرمي تلك الطبقة في المطحنة الغير قابلة للتوقف.

في رواية هدنة لالتقاط الأنفاس يختار جورج أوريل الفترة التي تسبق الحرب العالمية الثانية بقليل لتكون زمناً  للرواية، فترة يشوبها القلق والتيه على كافة الأصعدة، لتبلغ درجات الاختناق مداها، حيث يصف حياة "جورج بولينج" الذي يعمل مندوباً لشركة تامين، وكيف يصارع الحياة وتصارعه كفرد منتمي للطبقة المتوسطة، وككثير منا يحن إلى ماضيه ويسترجع ذكرياته ويتمنى لو رجع إلى الوراء ليقبع فيه زمناً ليتخلص من قلقه وحيرته ، لذلك يقرر العودة إلى مسقط رأسه بلدة لوير بينفلد علّه ينسى هواجس الحرب التي تعتصره وصور الدمار التي تنغص عليه حياته، لكن مخاوفه تلاحقه أينما حلْ، إذ يفاجأ بدمار قريته بعد أن أصابتها قذيفة في وقت سابق، ليتشوّه الماضي، ويبقى المستقبل مضبباً.

رواية هدنة لالتقاط الأنفاس تتضمن حياتنا جميعاً ما بين مخاوف المستقبل وحتمية الحاضر والرغبة في العودة إلى الماضي، وفي حالة "جورج بولينج" تزداد حياته بؤساً بالتفكير في الحرب ودمارها الوشيك، وكعادة جورج أوريل لم ينسَ التلميح إلى دور الرأسمالية في انتهاك خصوصية الريف الانجليزي وتحويله إلى مادة خام للاستهلاك، بجانب رسم صور  ذهنية للتنبؤ بمصير البلاد عند مواجهة التحديات الخارجية المنتظرة.