الكاتب
الذي لطالما كتب لنا بقلبه وشعوره وأخلاقه ودينه تقرأ عنده فلسفة الحياة كاملة في
الإيمان وحقيقته، الدنيا وتصوراتها، الحب وبواعثه، اللغة ورسائلها وما تحمله
بجفوها من عربية العربي، كل هذا كتبه مصطفى الرافعى، مصطفى صادق بن عبد الرزاق بن
سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي كاتب وأديب وشاعر وفقيه مصري ومن أهم المفكرين
في الثقافة العربية، ولد الرافعى 1ينايرمن سنة 1880م في بيت جده في قرية بهتيم
بمحافظة القليوبية الخديوية المصرية، نشأ الرافعى في أسرة جدها الأعلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله
عنه، أسرة يعمها الإيمان والتقوى فعائلة الرافعى لها أثر كبيرواضح في تكوين
ثقافته فقد كان أول ما تعلمه الدين والآدب
ليحفظ القرآن الكريم كاملا ويختمه وهو في سن العاشرة من عمره ليعد من أعظم الأدباء
العرب في العصر الحديث، كان والده عبد الرزاق الرافعي رئيس للمحاكم الشرعية، أكمل
الرافعى دراسته في المدرسة الإبتدائية بتفوق ولكن شاءت الأقدار وأصيب بمرض
التيفويد مما أدى إلى فقدانه للسمع جزئيا
فاضطر إلى ترك المدرسه ولم يكملها ويقال أنه فقد السمع نهائيا وهو في سن
الثلاثين من عمره، جعله هذا المرض معتزلا عن العالم معتكفا في مكتبة الأب الضخمة
الواسعة مكتفيا بالقراءة والمطالعة، لم يأبى الرافعى للعقابات واشتد عزمه وتحدى
صعوبات الحياة ليواصل التعليم على يد والده، كان الرافعى يقرأ في اليوم ست ساعات
من كتب التفسير والدين والآداب والترجمات لينضج عقل الرافعى وهو في سن الخامسة عشر
ليصبح كتلة ثقافية كاملة، كبر الرافعى وعمل ككاتب ومقدرا ماليا لرسوم القضايا
والعقود في محكمة طلخا الشرعية، ليبدأ مسيرته الأدبية بالشعر وأصدر من خلالها
طبعته الأولى عام 1904م كان حينها في الرابع والعشرين من عمره وألف بعدها ديوان النظرات سنة 1908م،
إستطاع أن يلفت الأنظار في اللغة و يبرز إسمه
ويأخذ لقب معجزة الأدب العربي لتكون له مكانة مهمة في الساحة الأدبية بشكل
خاص ويتفوق على أبناء جيله، لم يستمر في ميدان الشعر طويلا وانصرف إلى كتابة النثرالتي
تجلت فيه عبقريته، ومن أهم أعماله النثرية الجمال الفني في البلاغة النبوية،
وكان مبدعا في تحرير المقالات في الجرائد والمجلات ، كان هناك معارك فكرية بينه
وبين رموز عصره أمثال طه حسين والعقاد، ليكتب الرافعى كتاب تحت راية القرآن
الذي أثار جدلا واسعا وهو رد للدكتور طه حسين عن
كتابه "في الشعر الجاهلي"، تحدث الرافعى فيه عن إعجاز القرآن الكريم
واللغة العربية لتتحول إلى معركة فكرية وأدبية لينال الرافعى من طه حسين ودينه،
أما مع العقاد تبدأ بلقائهما في احدى دور الصحافة ليتحدث العقاد ضد سعد زعلول
بكلمات قد تلقي به للسجن فما كان للرافعى سوى الإنصراف وهنا بدأت المعركة الأدبية
بينهم، في سنة 1926م مات شاعر الملك عبد الحليم المصري ورشح الرافعى لهذه الوظيفة
وتم تعيينه في هذا المنصب الراقي.
ومن
أبرزما ألف الرافعى :
موسوعة في تاريخ آداب العرب:
وله ثلاث أجزاء صدر عام 1911م وقام بتحقيقه الأديب محمد سعيد العريان 1940م بعد
وفاة الرافعى، يتحدث فيه عن القضايا العرب وتاريخ العرب.
كتاب إعجاز القرآن والبلاغة النبوية.
كتاب حديث القمر:
هو أول ما ألف الرافعى في آداب الإنشاء يتحدث فيه عن الحب.
كتاب المساكين: أفضل
ما كتب في معاني الإنسانية ألفه الرافعى أيام الحرب العالمية الأولى أيام الفقر
والمرض بين البشر.
كتاب
رسائل الأحزان: كتبه سنة 1924م يتحدث عن شيء ما كان
بين فلان وفلانة على شكل رسائل.
كتاب السحاب الأحمر: وهو
الجزء الثاني عن حب فلانة.
كتاب تحت راية القرآن:
صدر سنة 1926م وهو مقالات في الآدب العربي .
كتاب على السفود:
وهو كتاب رد وانتقاد على ديوان عباس محمود العقاد .
كتاب أوراق الورد: وهو الجزء الأخير من قصة حبه التي كانت بينه وبين فلانة.
كتاب وحي القلم: صدر
عام 1937م وله ثلاث أجزاء وهو أفضل ما كتب الرافعى في الأدب العربي وهو مجموعة من
القصص والمقالات.
النشيد الوطني التونسي: فقد
ألف الرافعى النشيد الوطني التونسي بعد إضافة بيتين للشاعر أبو القاسم الشابي .
النشيد المصري.
توفي الرافعي سنة 10مايو 1937م بمصر عن عمر يناهز 57 عاما وبقي أدبه شهادة على رجل أحب دينه ووطنه ولغته رحمك الله يا عميد الأدب العربي .
صفحة 1 من 1
العدد الإجمالي : 8 كتاب