تحميل كتاب عبقرية عثمان pdf

اتخذ عباس محمود العقاد على عاتقه في كتاب عبقرية عثمان تفنيد آراء المؤرخين الذين يشيرون بأصابع الاتهام إلى الصحابي الجليل عثمان بن عفان ويحملونه مسؤولية تفسخ الدولة الإسلامية والتسبب في إشعال فتيل الفتنة الكُبرى والتي تعد الأكبر في التاريخ الإسلامي، حيث يعرض العقاد بصورة منطقية تسلسل الأحداث وتشابك النزاعات، والعوامل التي لها الدور الأبرز لقيام قيامة الفتنة الكُبرى في التاريخ الإسلامي.

بدأ العقاد في إبانة عبقرية عثمان بن عفان ودوره الكبير في ترسيخ قواعد الدولة الإسلامية والعمل على استقرارها – عكس ما هو ما يحاول المؤرخين إظهاره – بالتأكيد على أن الفتن والثورات والصراعات كانت قائمة منذ بدء جهر الرسول صلي الله عليه وسلم برسالته، حيث جاءت تلك الرسالة لترسيخ مظاهر العدل والمساواة ومحاربة أنظمة قائمة على الاستغلال، الظلم والاستعباد، وتغيير عقائد دينية مضللة ظل الناس يعتقدون فيها لمئات السنين، حتى كُسرت شوكة تلك الصراعات وبدأ الاستقرار الحقيقي يدب في روح الدولة الإسلامية في عهد الصحابي "عثمان بن عفان".

من جانب آخر يبين الكاتب ظروف وملابسات مبايعة عثمان بن عفان للخلافة، مفنداً فيها تعرض الأمام علي للخداع، كما تناول العقاد وصف حياة ذي النورين وكيفية إسلامه، وكيف وصلت الدولة الإسلامية في عهده إلى قمة الرخاء والعدل، بدليل أن من له رأي مأخوذ ومن لا يأخذ برأيه كان ينتقد ويقيم الحاكم ودوره في إدارة شؤون البلاد.
هذا وقد اهتم العقاد اهتماماً خاصاً بحادثة مقتل عثمان بن عفان، حيث كان مقتله حدثاً فارقاً في تاريخ الدولة الإسلامية، كثر فيه الرأي والتأويل، ما بين الاتهام والتبرئة.